اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ويسمي أيضا نقص الانتباه) ويعني باللغة الإنجليزية Attention-Deficit/Hyperactivity Disorder ويشار إليه اختصارا (ADHD).
أصبح اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ADHD أحد أشهر أمراض العصر وخصوصا لدى الأطفال، Steven Libralon، CC BY-NC-ND 4.0 DEED. |
إنه أحد اضطرابات السلوك التي أصبحت شائعة ومنتشرة في مرحلة الطفولة.
وبحسب واحدة من أهم الدراسات العالمية التي أجريت عنه وحملت عنوان: (اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى الأطفال والشباب: الانتشار ومسارات الرعاية وتقديم الخدمات) ونشرتها جامعة إكستر البريطانية واشترك في إعدادها عددا من أهم أساتذة كليات الطب في جامعات من بريطانيا وأستراليا.
بحسب هذه الدراسة فإن انتشار اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ADHD على مستوى العالم بين 2% إلى 7%، بمتوسط حوالي 5%، بمعني أنه من بين كل 100 طفل على مستوى العالم ستجد نحو خمسة أطفال مصابين به.
بالإضافة إلى ذلك، هناك 5% من الأطفال على مستوى العالم لديهم صعوبات كبيرة من نقص انتباههم ونشاط زائد واندفاع، ويعتبرون (على عتبة) تشخيصهم بالمرض.
بمعني أننا نتحدث عن مرض يعاني منه أو على وشك الإصابة به طفل من كل 10 أطفال على مستوى العالم .. لذا فإنه من الطبيعي أن يكون مصدر قلق للكثير من الأسر حول العالم.
لكن المشكلة تزيد عندما نعرف أن هذه المعدلات ليست ثابتة، بل تزيد بمرور الوقت.
ما هو اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ADHD؟:
باختصار هذه الحالة من الاضطراب قد يبدو فيها الطفل مضطربا، وقد يواجه صعوبة في التركيز بشئ واحد وقد يتصرف باندفاع.
يحدث ذلك بسبب اختلافات عن (النمو) و (النشاط) الطبيعي لمخ الطفل، ما يؤثر على قدرته مثلا على الجلوس وضبط نفسه، وبالتالي يؤثر على حياته كلها، في المدرسة، مع اصدقائه، بل وداخل منزل عائلته.
أسباب فرط الحركة وتشتت الانتباه ADHD عند الأطفال:
اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ADHD عند الأطفال يأتي كنتيجة لمزيج من:
- العوامل الوراثية.
- ظروف البيئة التي يربي فيها الطفل.
أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ADHD:
يرجي الإنتباه مع هذه الأعراض، لأن هناك حالات كثيرة لا يعاملها أهلها بأنها مصابة باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ADHD، وخاصة بين الفتيات والأطفال الأكبر سنا.
لكن دعونا نتفق أيضا على أنه هناك حالات لا يمكن أبدا أن نعتبرها مصابة بهذا الاضطراب، فمن الطبيعي أحيانا أن ينسي الطفل حل واجباته المدرسية، ومن الطبيعي أن يتصرف باندفاع أو (شقاوة) كما يقال، هذه أمور طبيعية ولا بأس أن تحدث بين الحين والآخر.
علميا: يعتقد أن الأطفال الذكور أكثر عرضة للإصابة باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ADHD من الإناث.
وهكذا يمكننا أن نحدد أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ADHD بما يلي ((عادة ما تحدث هذه الأعراض معا .. لكن إذا حدث أحدهما فقط ولكن بشكل مستمر، فهذا أيضا يتطلب عرض الطفل على الطبيب)):
- عدم الانتباه المستمر.
- التصرفات التي تتسم بالاندفاع وعدم التفكير في نتيجتها.
- أصبحت هذه الأعراض لها تأثير على الطفل دراسيا واجتماعيا وسلوكيا.
هل يتعافي مريض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ADHD؟:
غالبًا ما يستمر اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ADHD حتى مرحلة البلوغ، في هذه المرحلة يتخلص أعداد من المرضى من هذا الاضطراب وإن كان بشكل "غير كامل" لكن الأعراض تقل إلى حد كبير ويمكنهم التعامل معها بشكل أفضل.
لكن من المهم جدا الاهتمام بحالة الطفل في المرحلة السابقة على البلوغ والتي يعاني خلالها من الاضطراب لأنه يشكل مخاطر على الصحة العقلية له بشكل عام.
أيضا يؤثر على ضعف التحصيل العلمي للطفل، ومعاناة في المعاملات مع الناس وفي بعض الحالات.. شكل الإصابة بهذا الاضطراب سببا من أسباب ارتكاب الجريمة.
لذا فإنه ومن الناحية الطبية، يعتبر الاكتشاف والعلاج المبكر للأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ADHD فرصة لتحسين حياتهم على المدى الطويل.
ومع أن الأعراض التي ذكرناها تميل لتصبح أكثر وضوحا عندما يبدأ الطفل مشواره التعليمي، إلا أن الأمهات والاباء يمكنهم ملاحظتها في سن يسبق ذلك، لذا يرجي متابعة اطفالكم جيدا.
هذا ويتضمن العلاج عادة الأدوية، وكذلك ما يعرف باسم (تعديل السلوك) والذي يقوم به متخصصين في هذا المجال.
الغذاء لطفل فرط الحركة وتشتت الانتباه ADHD:
دراسة أخرى في غاية الأهمية وهي من الدراسات المرجعية كذلك في حالات اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ADHD، صدرت عن جامعة جنوب الدنمارك في 20 يونيو 2014، توصلت إلى أن التغذية لها دور هام في تحسن حالات الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.
في هذه الدراسة تمت الإشارة إلى أن ليس كل الأطفال يستفيدون من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ADHD، كما أن هناك مخاوف من (الآثار الجانبية) لتلك الأدوية والتي قد تمتد لفترات زمنية طويلة خصوصا أنها أدوية تعمل على الدماغ والأعصاب.
لذا جاءت هذه الدراسة لبيان ما إذا كان من الممكن استخدام الغذاء كسلاح لتخفيف أعراض الاضطراب على الأطفال المصابين به.